علامات تدل على وجوب رفض عرض عمل تلقيته
تهانينا على حصولك على عمل جديد! لابد أنها كانت رحلة مليئة بالصعوبات والتحديات، ولكنك تخطيتها أخيراً. ولكن تمّهل قليلاً، قبل أن تقبل بعرض العمل فوراً، دعنا نتوقف قليلاً لتحليل الأمور بطريقة منطقية. لا شك أن رحلة بحثك عن عمل لم تكن سهلة وسريعة كما كنت تعتقد، وبالتالي السعادة تغمرك الآن لحصولك على وظيفة بعد عدد لا يُستهان به من النماذج التي كان عليك تعبئتها، والمقابلات الشخصية التي حضرتها، وكل ما تفكر به الآن هو الخطوة التالية في مسيرتك المهنية. ولكن قبل أن تأخذ هذه الخطوة وتقبل بعرض العمل، عليك التفكير جيداً وتقييم جميع الجوانب بشكل جيّد.
ولمساعدتك على اتخاذ القرار، يقدم لك خبراء بيت.كوم، أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مجموعة من النقاط التي عليك التفكير بها وأخذها في عين الاعتبار قبل قبول أي عرض عمل، وبعض العلامات التي تدل على وجوب رفضك للعرض.
1. فرص نمو محدودة
بعد حصولك على عرض عمل، قد تبدأ بالتفكير أنها فرصة مثالية ولا مثيل لها في العالم بأسره، خاصةً إن كنت غير راضٍ عن وضعك في عملك الحالي، أو إن كنت قد قضيت وقتاً طويلاً في نفس المنصب وتشعر أنك عالق في نفس المكان. لكن تذكر أن الأحكام الأولية ليست صحيحة دائماً.
عندما تشرع في تقييم عرض عمل ما، عليك امتلاك معرفة جيدة حول فرص النمو والتطور التي يقدمها المنصب. ولا تفكّر أن سؤالك عن فرص النمو المتاحة خلال المقابلة الشخصية هو أمر خاطئ، لأنه هذه المعلومات تُعد معلومات قيّمة، وستساعدك على تقييم المسار المهني. وتشمل فرص النمو مصادر التعليم المُتاحة، وفرص التدريب خلال الوظيفة، والمؤتمرات التي تعقدها الشركة، والفعاليات التي تُقيمها، وغيرها من الأمور التي تساهم في تطويرك الذاتي على المستويين المهني والشخصي. وتُعد فرص النمو هامة لأن عدم وجودها يدل عادةً على مسار مهني غير محدد أو غير موجود في الأساس.
وقد تعتقد أن عرض العمل الجديد الذي تلقيته هو بمثابة فرصة جديدة في طريق مسارك المهني، ولكن تكمن المشكلة في هذا الأمر بأنك لن تقضي ما تبّقى من مسيرتك المهنية في نفس المنصب، وهنا تأتي أهمية خطط تطوير المسار المهني وخطط التعاقب الوظيفية. يمكن سؤال صاحب العمل الذي يُجري معك المقابلة الشخصية عن المسار المهني المُتوّقع للمنصب الذي ستشغله، وما هو المنصب التالي الذي يمكن أن تشغله بعد منصبك الحالي، وما هو المنصب الأعلى الذي يمكن أن تصل إليه بعد قضاء فترة مُعيّنة في الشركة ذاتها.
في حال كنت تخطط لقضاء وقت طويل في شركة ما، إذاً عليك معرفة الأمور المطلوبة للتقدُّم في السلم الوظيفي لكي لا ينتهي بك الأمر في قضاء سنوات في نفس المنصب ونفس المستوى الوظيفي.
2. مسؤوليات ومهام غير واضحة
تتضمن كل وظيفة مجموعة محددة من المهام والمسؤوليات، والتي تُشكّل الوصف الوظيفي للوظيفة. فقبل أن تقدم طلب وظيفي لوظيفة ما، عليك قراءة الوصف الوظيفي الخاص بها، والمهام والمسؤوليات التي عليك القيام بها، والمسؤولين عنك، والمناصب التي تقع تحت مسؤوليتك، وغيرها من المتطلبات. ولكن في حال كنت تشعر بالحيرة حول طبيعة مسؤولياتك، فهذه إشارة غير جيدة حول الوظيفة التي تلقيت عرض عمل لشغلها.
ولحل هذه المشكلة، يمكنك سؤال مسؤول الموارد البشرية عن طبيعة مسؤولياتك ومهامك بشكل محدد، ولكن في حال لم تتلقى إجابة واضحة ومباشرة لسؤالك، فعليك إعادة التفكير في قرارك بشكل فوري.
وسبب أهمية هذا الأمر هو أن عدم وجود مسؤوليات ومهام واضحة ومحددة لن يمكّنك من معرفة الأمور التي تقع ضمن مسؤولياتك، وكيفية تقييم عملك وأدائك، أو ما هي طبيعة ضغط العمل الذي ستتعرض له. وقد يعني ذلك امتلاك لائحة لا متناهية من المسؤوليات، دون حصولك على تعويض أو مكافآت إضافية لقاء عملك الإضافي.
قبل البدء في عملك، عليك امتلاك فكرة واضحة ومحددة حول طبيعة المسؤوليات التي تتضمنها وظيفتك، وما هي الأمور التي ستُحاسب عليها. وفي حال كانت هناك حاجة لزيادة مسؤولياتك ومهامك، فإذاً عليك البدء في مناقشة خيارات التعويض التي يجب أن تحصل عليها لقاء عملك الإضافي.
3. بيئة عمل مُحبِطة
خلال عملية المقابلة الشخصية، لابد من أنك قمت بزيارة الشركة ومكان العمل على الأقل مرة واحدة، مما يعني أنك استطعت ملاحظة العديد من الأمور حول مكان العمل، وأخذت فكرة جيدة حول طبيعة المكان والأشخاص الذين يعملون فيه.
ومن أهم الأمور التي عليك ملاحظتها هي بيئة العمل والطاقة التي تبعثها. تذكر أنك ستقضي حوالي ثمان ساعات على الأقل يومياً، وخمسة أيام في الأسبوع في هذا المكان، لذا يجب أن تشعر بالراحة التامة قبل أن تبدأ العمل في مكان ما، وعليك التفكير في أمور أبرزها: ما هو مستوى الطاقة في مكان العمل؟ هل يتواصل الأشخاص بحُرية؟ هل يبدو الموظفين قلقين أو غير مرتاحين؟ ما هو تقييمك لتصميم المكتب وطريقة تنظيمه؟ في حال شعرت أن أمر ما غير صحيح أو غير مهني، فإذاً عليك الوثوق في حدسك.
4. خطوة بالاتجاه الخاطئ، وليس بالاتجاه الصحيح
من الطبيعي أن يرضى الأشخاص بأقل مما يستحقون فعلاً، ولكن يجب أن يكون ذلك في حالات الحاجة القصوى فقط، وليس في الوضع الطبيعي. عليك وضع ثقتك التامة في قدراتك، ومؤهلاتك، ومعرفة أنك شخص ذكي ومجتهد في العمل، وتطمح في تطوير مسيرتك المهنية في بيئة إيجابية. لذا، عليك التفكير في وظيفتك التالية كخطوة للأمام في مسيرتك المهنية، وليست خطوة في الاتجاه المعاكس.
في حال لاحظت أن مسؤوليات الوظيفة ستحُد من مهاراتك بدلاً من تنميتها، أو أن مهام الوظيفة لا ترقى لمستوى مؤهلاتك وخبراتك، مما يعني أنها لن تساعدك على تنمية مهاراتك التي اكتسبتها سابقاً والمضيّ قدماً في طريق تطوير مسيرتك المهنية في الاتجاه الذي ترغب به، إذاً عليك التوقف قليلاً والتفكير في ما إذا كان عليك قبول هذه الوظيفة أو رفضها.
5. راتب غير مجزٍ
يُعد الراتب جزءاً لا يتجزأ من عرض العمل، ولا يجب عليك تجاهله عند تقييم العرض. عليك وضع ثقتك الكاملة في قدراتك ومهاراتك، ولا تقبل بأقل مما تستحق. تذكر أن القبول بأقل مما تستحق قد يعكس قلة ثقتك بنفسك، أو قلة ثقتك بمهاراتك وقدراتك، والخوف من كونها غير كافية.
يمكنك الاطلاع على متوسط الرواتب في قطاع وظيفي مُعيّن، أو في شركة ما للحصول على فكرة أفضل حول الراتب المناسب لكل مستوى وظيفي، ومقارنته في الراتب الموجود في عرض العمل الذي تلقيته.
نأمل أن تكون النقاط السابقة مفيدة، وأن تساعدك على تقييم عرض العمل بشكل أفضل. وفي حال لم تنطبق أي من النقاط المذكورة على عرض العمل الذي تلقيته، إذاً تهانينا على الوظيفة الجديدة!