كتاب السعادة – خطوات بسيطة سعيدة للحصول على أقصى استفادة من الحياة
Happy: Simple Steps to Get the Most Out of Life
مقدمة حول الكتاب ..
طبقًا للقاموس فإن السعادة هي: ”حالة من الرضا والقناعة والطمأنينة والسكينة.“
المؤلف : إيان سميث
صفحات الكتاب : 250
تاريح النشر : 2010
– الملخص ..
– ما هي السعادة .. ؟
لا يمكن وضع تعريف جامع ومانع للسعادة.
وطبقًا للقاموس فإن السعادة هي: ”حالة من الرضا والقناعة والطمأنينة والسكينة.“
ويرى الخبراء أن الإحساس بالسعادة يتعاظم بفضل التجربة نفسها
وما تضفيه من قيمة ومتعة وانغماس، وذلك كما يلي ..
1- القيمة : معرفة مواطن قوتك وقدراتك واستثمارها في خدمة هدف أمسى أكبر منك؛
2- الاستمتاع : معايشة أكبر قدر ممكن من المشاعر الإيجابية وأقل قدر ممكن من المشاعر السلبية
3- الانغماس : الانهماك والاستغراق في تحديات العمل أو الحب أو اللعب أو الهوايات، إلخ.
– أنت المسؤول عن سعادتك ..
يتطلب الوصول إلى قمة السعادة أن تتحمل مسؤولية سعادتك الشخصية.
فغالبًا ما نعتقد أن الآخرين والظروف والمواقف المختلفة هي التي تتحكم في سعادتنا – مثل الشعور بالوحدة، أو فشل أحد الأبناء، أو زيادة الوزن – مع أن الحل يكمن في كيفية تعاطيك مع هذه المشكلات والمتغيرات.
لا تسلم زمام أمرك لغيرك، ولا تدع حياتك تعتمد على متغيرات ونتائج لا تتحكم بها أنت. فلا تقل لنفسك: ”سأكون سعيدًا لو أحبتني زوجتي كما أنا“، فلو كنت أفضل ما يمكنك أن تكون وأظهرت ذلك، فلن تكون حياتك مبنية على أمر ليس طوع يديك، كأن يحبك ويتقبلك الآخرون كما أنت، وإنما على أساس مدى صدقك مع نفسك ومع الآخرين.
لوم الآخرين وتحميلهم مسؤولية تعاستك هو ما يحبطك لأن المرتكز والمعيار الأهم في توليفة السعادة هو الواقعية. فمن المعروف أن أحد الأسباب التي تجعل الناس يفشلون في إنقاص وزنهم هو وضع أهداف غير واقعية. فهم يريدون إنقاص الكثير من الوزن في وقت قصير للغاية، وعندما يفشلون في تحقيق هذا الهدف المُبالغ فيه، يصابون بالإحباط ويتوقفون عن المحاولة.
تجعلنا الواقعية ندرك أن ما من أحد يستطيع أن يكون سعيدًا طوال الوقت. فمن الطبيعي – بل ومن المفيد أيضًا – أن نمر بفترات من الحزن لأن هذا جزء لا يتجزأ من التجربة العاطفية المتوازنة. المهم هنا هو سرعتنا في التغلب على الأسى والسلبية والتحول إلى السعادة والإيجابية.
———————–
– استثمر مواطن قوتك
من المهم أن تكتشف مواطن قوتك لأن الشعور بالسعادة يتطلب أن تقضي وقتًا أطول في استثمار مواطن قوتك ووقتًا أقل في التخلص من نقاط ضعفك. الناجح ليس هو من يحصل على معدلات مرتفعة في اختبارات الذكاء، ولكنه من يفهم شخصيته ويعرف نفسه حق المعرفة، ويعي ما يجيد ويعمل على تمتين مواطن قوته.
لقد درس الباحثون والفلاسفة مفهومي الفضيلة ومواطن القوة عبر الحضارات وعلى مدى 3000 سنة، واختاروا ست فضائل محورية وكونية أجمع عليها العالم وهي: الحكمة والشجاعة والإنسانية والعدالة وضبط النفس والتسامي.
ونحن كأفراد نمارس هذه الفضائل في حياتنا اليومية من خلال مواطن القوة والجوانب المشرقة والإيجابية في شخصياتنا. وقد حدد الباحثون 24 موطن قوة؛ عليك أن تكتشف أيها ينطبق عليك أكثر من غيرها، وعندئذٍ ستعرف مواطن قوتك
— الجرأة : لا تتراجع أمام الصعوبات والتحديات والتهديدات، وقد تتخذ مواقف عادلة مع أنها قد تجعلك مكروهًا ومنبوذًا.
— المثابرة : تنجز كل ما تبدأه، وتتولى مشروعات صعبة وتنجزها بنجاح دون شكوى أو تذمر، فضلاً عن أنك مرن وواقعي وطموح.
— الصدق : صادق، ليس فقط في أقوالك، بل وفي أفعالك وحياتك. دائمًا تكون نواياك واضحة وصريحة، وتفي بالتزاماتك.
تعيش الواقع ولا تغرق في المثاليات، بل تعيش دون إدعاء أو تظاهر زائف.
3- مواطن قوة فضيلة الإنسانية ..
— الحنان والسخاء : عطوف وكريم مع من حولك وتبذل كل جهدك في مساعدة المحتاجين، وتضع مصالح الآخرين في عين الاعتبار عند اتخاذك أي قرار حتى لو كان ضد مصالحك الشخصية.
— الحب المتبادل : تقدر قيمة العلاقات الإنسانية، ومن تحبهم بعمق يبادلونك نفس الشعور.
4- مواطن قوة فضيلة العدالة ..
— روح الفريق : يمكن الاعتماد عليك لأنك تعمل بفعالية أكبر عندما تكون عضوًا بفريق. الوفاء والالتزام سمات تجعلك عضوًا ناجحًا في أي فريق. لا تعتمد على غيرك كي يقوم بعملك بدلاً منك، بل تتحمل مسؤولية عملك بأكمله.
— القيادة : تتمتع بمهارة التنظيم والقدرة على توثيق العلاقات وإشاعة النوايا الطيبة بين أفراد فريقك.
— العدل : لا تسمح لأهوائك ومشاعرك الشخصية أن تؤثر على موضوعيتك وحيادية قراراتك.
مصلحة الآخرين وسعادتهم – حتى لو كانوا غرباء عنك – مهمة بنفس قدر سعادتك أنت.
5- مواطن قوة فضيلة ضبط النفس ..
— الحيطة والحذر : حذر بطبيعتك، وتتجنب قول أو فعل أي شيء قد تندم عليه لاحقًا.
— التواضع : لا تسعى خلف الأضواء وتفضِّل أن تتحدث إنجازاتك بالنيابة عنك.
— ضبط النفس : تستطيع التحكم في رغباتك ونزواتك. إذا ما وقع مكروه، فأنت تحيّد مشاعرك السلبية.
6- مواطن قوة فضيلة التسامي ..
— العرفان بالجميل : تقدِّر الأحداث السعيدة ومساعدة الآخرين لك، وتعبِّر عن امتنانك لأفضال الآخرين عليك.
— التفاؤل : تتمتع بنظرة إيجابية للمستقبل، وتعمل على تحقيق ما تريد.
— تقدير الجمال : تقدِّر قيمة كل ما هو طيب وجميل في الحياة، مثل: الرياضة والموسيقى والفن والتصوير والثقافة.
— التسامح : تحب أن تعطي الناس فرصة ثانية، فتتحكم رأفتك بتصرفاتك وتنبذ الانتقام.
— خفة الظل : تحب أن تضحك وتُضحِك الآخرين ولا تأخذ نفسك أو الحياة على محمل الجد في كل لحظة.
— الحماس : أنت شعلة نشاط وحيوية، فتستيقظ في الصباح متحمسًا تجاه اليوم الجديد ومتطلعًا لما هو آتٍ من إنجازات.
— الروحانية : تؤمن بوجود هدف أسمى للحياة وأنك جزء من كيان عظيم أكبر منك، وأن قدرك مكتوب.
———————
– نصف الكوب الملآن ..
كثيرون هم من لا يفهمون التفاؤل فهمًا صحيحًا، فهم يعتقدون أن المتفائل هو شخص سعيد على الدوام ولا ييأس أبدًا. وهذا غير صحيح، لأن المتفائل هو من ينظر إلى الموقف ويقيّمه على حقيقته، فإن وجده سلبيًا ابتكر طرقًا للنظر إلى بعض جوانبه من زاويا إيجابية.
المتفائلون أقدر على بلوغ أعلى مراتب النجاح، لأن النتائج السلبية لا تثبطهم معنويًا، بل تدفعهم للنهوض من جديد والاستعداد لتجربة أكثر إيجابية. هم قادرون على انتهاز الفرص المتاحة ويؤمنون بقدرتهم على استحضار الخير.
– تعلم التفاؤل ..
يستطيع المتشائم أن يعود إلى طريق التفاؤل إذا غيّر أسلوبه في تفسير المواقف والأحداث التي تحدث له. طبقًا للنظرية السلوكية المعرفية، فإن المنظور الذي ترى من خلاله ما يحدث في حياتك يؤثر على مشاعرك واستجاباتك.
هناك تقنية تسمى ”إعادة البناء المعرفي“ تعلّمك كيفية تحسين عمليات التفكير اللاشعورية وتصحيح الأخطاء العقلية والتوقعات السلبية التي تجعلك تتوصل إلى تفسير مشوه للأحداث أو الظروف التي تمر بها.
على سبيل المثال، لنفترض أنك جالس في حافلة ولا يوجد مقعد شاغر فيها سوى المقعد الموجود إلى جوارك، ثم يركب الحافلة عدد من الأشخاص ويقررون أن يقفوا بدلاً من أن يجلسوا إلى جوارك.
قد تجد نفسك تقوم بالعملية العقلية التالية ..
-1- الحدث: الجلوس في حافلة مزدحمة.
-2- استنتاجات تدور في رأسك وهي منبثقة من الحدث: أنا غير جذاب أو ملابسي مزرية أو رائحتي منفرة.
-3- تُشعِرك هذه الاستنتاجات بأنك: حزين، منبوذ، وحيد، سخيف.–
الدليل المادي الذي يدعم استنتاجاتك: لا يوجد.
-4- طرق بديلة للتفكير في الحدث: لم يلاحظوا وجود مقعد شاغر، أو كانوا جالسين طوال اليوم ويريدون الوقوف قليلاً، أو يريدون ترك المقعد شاغرًا لراكب مسن أو معاق، أو سينزلون في المحطة القادمة.
-5- بمَاذا ستشعر بعد أن صححت استنتاجاتك الأصلية؟ كنت مخطئًا لأنني وضعت افتراضات سخيفة عن نفسي، كثيرًا ما أقسو على نفسي، كثيرًا ما أتسرع في التوصل إلى استنتاجات سلبية، علي أن أبدأ بالاستنتاجات الإيجابية دائمًا.
——————–
– نعمة البساطة ..
هناك جوانب كثيرة في حياتنا معقدة ومشحونة بأشياء لا داعي لها، مثل رسائل البريد الإليكتروني والاجتماعات وعمليات التسوق المستمر، كما أننا نستهلك جل وقتنا في أنشطة تثير الملل. ومع هذا، فإن تبسيط حياتنا ليس بالأمر الصعب.
وهذه خمس أفكار:
1- تقليل الاعتماد على التكنولوجيا تعتبر الإجازات من الوسائل الفعالة لإعادة التوازن إلى حياتك. كذلك يمكنك كتابة رسالة بخط يدك بدلاً من رسائل البريد الإلكتروني أو زيارة أحد أصدقائك والتحدث معه وجهًا لوجه بدلاً من إرسال رسالة له عبر الهاتف المحمول. اطبخ وجبة يحبها أفراد عائلتك بدلاً من الاعتماد على خدمات التوصيل والوجبات الجاهزة. عد إلى الأساسيات والبساطة التي سلبتها منك التكنولوجيا، ولسوف تتجاوز الكثير من التعقيدات اليومية وستتفاعل بإيجابية مع المحيطين بك.
2- استخدام قائمة الأولويات نتوه في زحمة الحياة اليومية فلا نستثمر بعض الوقت في تنظيم أولوياتنا. اكتب قائمة بأولوياتك تتضمن خمسة عناصر لا أكثر، ثم قدِّر الوقت الذي تحتاجه لتنفيذ ما ورد في القائمة.
إذا وجدت أن الوقت المخصص لنشاط مهم غير كافٍ، أعِد ترتيب أولوياتك وتخلص من المشتتات ومهدرات الوقت التي تبدد ساعات ثمينة من يومك. يتطلب تحقيق هذا التوازن في حياتك أن تقول ”لا“ كثيرًا دون أن تخشى من أنك ستجرح مشاعر الآخرين أو أن أحدهم سيتهمك بالتكبر.
3- الصبر والتأني معظمنا نقوم بأكثر من عمل في وقت واحد. فأنت تقود سيارتك وتتحدث في الهاتف وتحتسي قهوتك وتلعب بمفاتيحك. ونحن بهذا نزيد الأمر سوءًا لأننا نشتت انتباهنا بين أكثر من عمل. بسّط حياتك بالتأني والتركيز على شيء واحد.
4- تحرر من الأغلال الذهبية ألا تلهيك الماديات عن الأولويات المهمة في الحياة؟ هناك كثيرون ينفقون ببذخ على شراء ثياب ومحسنات خارجية باهظة الثمن. من السهل أن تجرك الماديات إلى إدمان الإنفاق ببذخ، حتى ليصبح من الصعوبة بمكان الإقلاع عن ذلك؛ لأنك تصبح حينها مكبلاً بالخرافة القائلة بأن شراء أغلى الماركات العالمية يعطيك قيمة ويميزك عن غيرك. ولكن أثبتت التجربة أن السعادة المستمدة من هذه الخرافة ليست إلا سعادة قصيرة الأجل، وسرعان ما تزول.
5- خصص وقتًا كافيًا لنفسك يدور جانب كبير من حياتنا اليومية في فلك الواجبات المفروضة، مما يحرمنا من القيام بالأعمال التي نريدها.
ولا يقتصر الأمر على ممارسة أنشطة لا تضيف قيمة أو معنى إلى حياتنا، بل إننا قد لا نعيش الحياة، فنتوه ونشعر بالذنب. يمكننا أن نستمد السعادة من أبسط الأشياء: قراءة كتاب أو زيارة متحف أو معرض أو المشي أو زراعة النباتات أو مشاهدة فيلم أو الموسيقى.
————————
– اغتنم لحظات السعادة ..
يفضل كثيرون منا العيش في إطار دائرة المألوف والابتعاد عن المغامرة واكتشاف المجهول. إلا أن أسعد الناس هم من يبادرون ويحاولون تحقيق أحلامهم، بغض النظر عن الفوز أو الخسارة؛ هم من يعيشون الحياة حتى منتهاها وعلى استعداد لخوض المخاطر حتى وإن كانت النتيجة غير مضمونة؛ هم لا يخافون الفشل، ولا يقبلون أن تضيع منهم فرص الاستمتاع بحياتهم.
لكل منا أحلام عريضة ولكن يقتلها الكسل والتراخي. فنحن نقنع بتحقيق قدر محدود من النجاح، ثم نعترف بأننا لا نستغل كامل طاقاتنا وبأننا لا نخاطر. إن اكتشاف طريقك في الحياة واستثمار الفرص يتطلب التخلص من مخاوفك، وانفتاحك على الفرص التي تفرش دروب السعادة. ما نعنيه هنا هو أن تستثمر الفرص المواتية وتجرب الجديد وتستفيد من كل ما توفره لك الحياة.
– السعداء يمارسون السعادة ..
إلى جانب الفائدة التي تعود على الجسم من ممارسة الرياضة، فهي أيضًا تجلب السعادة. فهناك مواد كيميائية يفرزها المخ وتعتبر مسؤولة عن الآثار الإيجابية التي نشعر بها بعد ممارسة الرياضة. المادة الأولى هي الكورتيزول، وهو هرمون يفرزه الجسم عندما يتعرض للضغوط. فعندما تنتابك مشاعر الغضب أو الخوف، تفرز الغدة الكظرية هرمون الكورتيزول لمساعدتك على التأقلم مع الموقف والتغلب على مصدر القلق.
لكن للإفراط في إفراز هذا الهرمون آثارًا سلبية على الصحة، وممارسة التمرينات الرياضية تحرق الكورتيزول الزائد، فتجعلنا ننعم بصحة أفضل. أما المادة الكيميائية الثانية فهي الإندورفين التي تقلل أثر الألم وتتحكم في مشاعر الإجهاد والإحباط. لهذا السبب، يستطيع الجندي الجريح أن يواصل القتال أو ينقذ حياة شخص آخر. والرياضة تحفز المخ كي يفرز الإندورفين الذي يمكن الشعور بآثاره بعد ساعات من الانتهاء من ممارسة التمرينات.
– سعادتك تنعكس على أقوالك وأفعالك ..
تنعكس أفكارك وآراؤك على سلوكياتك وأفعالك. فإذا كان مخك مشغولاً بالمال، فستنقاد وراء الأنشطة التي تساعدك على تحقيق هذا الهدف، مثل البحث عن عمل وتحسين سيرتك الذاتية والتقدم للوظائف. وإذا كان مخك مشغولاً بالطعام، فستنقاد وراء أنشطة أساسها الطعام. وإذا فكرت في السعادة، فستنتهج سلوكيات وتتخذ قرارات تسهِّل عليك تحقيق السعادة.
– السعادة كالمطر : يتنسمة الآخرون ..
هناك علاقة مباشرة بين إحساس شخص بالسعادة وانتقال هذا الإحساس إلى المحيطين به. فالسعادة مثل العطر الذي لا تستطيع أن ترشه على نفسك دون أن يصل أريجه إلى الآخرين، وحالتك المزاجية قد تؤثر على سعادة شخص لم تسبق لك حتى مقابلته. صادق الأشخاص المرحين كي تزيد احتمال وقوع الأحداث السعيدة والمرحة لك أنت أيضًا.
– قوة الأحلام ..
تقوّينا الأحلام في أوقات الأزمات، وتحررنا وتشجعنا على إدراك إمكاناتنا الفردية إذا قررنا المغامرة والقفز إلى عالم أرحب. وفي الحقيقة، يتغلب الكثيرون منا على آلام الماضي عن طريق التشبث بالأمل الذي يطويه المستقبل.
– أنا سعيد إذن فأنا موجود ..
استفِد من حياتك وانتهز الفرص المتاحة لك ولا تكتفِ بمجرد التواجد على قيد الحياة لتشهد مرور يوم آخر.
من وقت لآخر، اسأل نفسك: هل أمارس حقي في الحياة بأن أكون سعيدًا؟ ثم قم بالتغييرات اللازمة كي تستفيد من كل مجهود تبذله.
– السعي بحب وشغف ..
يعتمد الشغف على مثلث السعادة: القيمة + الاستمتاع + الانغماس.
الشغف وحب العمل وحب الحياة يجعلنا متفائلين حتى وإن لم تسر الأمور على النحو المأمول، ولكننا غالبًا ما نجده يتصارع مع الواقع العملي، وحل هذا الصراع هو التحدي الأكبر الذي نواجهه. من السهل أن نتوه خلال محاولتنا القيام بما علينا عمله لنكسب قوت يومنا، فإن لم نرسم حدودًا نفسية واضحة ونصِّر على ألا يبقى شغفنا في الظل، فسنقضي بقية عمرنا نمارس أنشطة روتينية متكررة لا تحقق ما يرضي طموحنا.
———————-
– السعادة في العمل ..
وجدت مؤسسة ”جالوب“ في أحد استطلاعات الرأي التي أجرتها أن أقل من ٪ 50 من الموظفين راضون وقانعون تمامًا بوظائفهم. وهذا أمر منطقي بما أننا نقضي القدر الأكبر من وقتنا خلال ساعات النهار في عملنا، وهو نفس الوقت الذي من الممكن أن تتاح خلاله الفرصة لنكون سعداء ونلحظ أثرًا إيجابيًا في حياتنا. فلم يعد العمل وسيلة لتحقيق غاية، بل صار الغاية كلها، فهو الذي يحدد ويبني شخصياتنا، مثله مثل الهوايات أو الأعمال التطوعية.
من الضروري أن نجد قدرًا من السعادة في عملنا. فبما أن عدد الساعات التي يقضيها الموظف الذي يعمل بدوام كامل هو 40 ساعة أسبوعيًا على الأقل، فهذا يعني أننا نقضي ثلث يومنا على الأقل في العمل. وهذا يعني أننا سنكون في العمل خلال ساعات النهار التي تكون الشمس فيها ساطعة وأبواب الحدائق والمتاحف مفتوحة. يكفينا أسفًا أننا نقضي نصف يومنا خلال أسبوع العمل بعيدين عن عائلاتنا وأصدقائنا وممارسة هواياتنا، والمؤسف أكثر ألا يكون هذا الوقت ممتعًا وألا نشعر خلاله بالسعادة.
السبب الآخر الذي يجب من أجله أن نكون سعداء في العمل هو معدل الإنتاجية. فالموظفون السعداء ترتفع معدلات إنتاجيتهم وتكون سلوكياتهم وعلاقاتهم إيجابية، ويتمتعون بصحة ممتازة ونسبة حضور أعلى، هذا إلى جانب حصولهم على تقييم أداء مرتفع ورواتب أعلى.
ويمكن للاستراتيجيات التالية أن تجلب لك السعادة في عملك وتجعلك تؤديه بصورة أفضل:
1- تحديد الأهداف: أحد الأسباب التي تجعل الموظفين تعساء في عملهم هو شعورهم بأنهم يسبحون في بحر متلاطم الأمواج بلا فنار أو منارة ترشدهم إلى الطريق.
المدير الفعال هو من يضع مجموعة من الأهداف للموظفين يسعون إلى تنفيذها على مدار
العام، شريطة أن ينقلها إليهم بحماس ووضوح.
ولكن الأمور لا تسير دائمًا على هذا المنوال.
فإذا كنت تعاني من ضعف التواصل بينك وبين مديرك
اتبع الخطوات التالية لتحسين موقفك:
— قل لمديرك أنك ستكون سعيدًا لو عقدتما اجتماعًا تحددان فيه أهم الأهداف التي يمكنك العمل على تنفيذها.
— حدد أهدافك الخاصة، مثل الحضور إلى العمل في الموعد أو إنجاز مهماتك قبل موعدها. بيد أن الأهداف التي تضعها لنفسك يجب أن تكبر في الطموح والقيمة المضافة ودرجة الصعوبة مع مرور الوقت. فكِّر بشكل مبتكر وحاول إنجاز مهمات وحل مشكلات لم تُذكر في وصفك الوظيفي ولكنها مفيدة لشركتك.
— كن على علم بكل فرصة عمل تظهر في شركتك. وإذا اكتشفت إحدى هذه الفرص، تعرّف على المؤهلات المطلوبة لشغلها.
2- استمتع بوقتك: ستكون سعيدًا في عملك إذا وازنت بين العمل الجاد وبين ممارسة بعض الأنشطة المسلية التي تجعلك تستمتع بوقتك. هناك علاقة مباشرة بين الترفيه وارتفاع معدل الإنتاجية. فحين يستمتع الموظفون بوقتهم، يصبحون أكثر حماسًا ونشاطًا ويكونون على استعداد لبذل قصارى جهدهم لمساعدة بعضهم وتحقيق النجاح للشركة.
استعن بزملائك وفكروا في طرق للاستمتاع بوقتكم خلال ساعات العمل وبعدها. تنظم بعض الشركات أنشطة يمكن الاستمتاع بها خلال استراحة العمل أو فترة الغداء، مثل الاستعانة بضيف ليلقي خطبة أو يقدم عرضًاموسيقيًا. يمكنكم تكوين فرقة مسرحية أو فرقة أنشطة وهوايات تمارس أنشطتها بعد ساعات الدوام وفي أوقات الراحة والعطلات. خطط لرحلات تلتقي فيها أسر الموظفين بعضها ببعض. أفكار الاستمتاع
بالوقت لانهائية، ولا يتطلب تنفيذها إنفاق الكثير من الأموال.
3- حدد الجوانب التي تحبها في عملك: قد تكون هناك أعمال تكرهها لأنها تشعرك بالملل. وقد لا تحب ساعات العمل الطويلة، ولكنك تستمتع برفقة أحد الزملاء وتتعلم من أحد المديرين. حدد جانبًا في وظيفتك يُشعِرك بالسعادة، حتى وإن لم تكن متحمسًا
لعملك بشكل عام.
من المهم هنا القيام بأمور بسيطة تجعل عملك ممتعًا. جرب مثلاً أن تضع على مكتبك بعض الأشياء الشخصية مثل صور العائلة أو علبة من الحلوى أو النعناع ليتناولها زملاؤك عندما يمرون بمكتبك. علِّق مقولات تحفيزية على جهاز الكمبيوتر
الخاص. اعتنِ بشجيرة أو بإناء من الزهور إلى جوار مكتبك.
4- لا تهتم بعملك أكثر من أسرتك ومن نفسك. يبالغ بعض الموظفين فيحملون عملهم معهم إلى البيت ويأخذونه معهم في إجازاتهم ولا يفارقونه أبدًا. لا بد أن تتحلى بنظرة بعيدة حين يتعلق الأمر بمدى أهمية عملك، وهذا يعني أن عملك لا يمثل إلا جزءًا صغيرًا من الحياة، وليس الحياة كلها.
من الطرق التي تزيد عملك جاذبية أن تستمتع بحياتك الشخصية. عندما يستهلك عملك كل وقتك، فإن المهمات والأنشطة التي من المفترض أن تكون ممتعة تفقد رونقها وتصبح مملة. إذا لم تحافظ على تنوع عملك، فسيكون اليوم أشبه بالبارحة ولن يختلف عن الغد. العمل مهم، لكنه يصبح أهم عندما يتوازن مع بقية جوانب الحياة.
5- استمتع باستراحة العمل: كلنا نحتاج إلى استراحة خلال ساعات العمل. بعض الأشخاص يذهبون إلى عملهم ويجلسون أمام مكاتبهم ولا يتركونها إلا لحضور اجتماع أو دخول الحمّام. وقد يتناولون طعامهم باردًا وهم جالسون على مكاتبهم أمام أجهزة الكمبيوتر يردون على رسائل البريد الإلكتروني التي لا تنقطع.
تظهر الدراسات أن هذا يؤدي إلى ارتفاع معدلات الإنهاك والاكتئاب. انهض من على مكتبك وغيّر الجو أو البيئة من حولك حتى تحصل على استراحة عقلية وبدنية من الروتين اليومي. تعتبر فترة الغداء فرصة مثالية للاستراحة من جو العمل. يُحدِث تناول الطعام خارج الشركة أو الخروج للمشي أثرًا كبيرًا في حياتك. بهذه الطريقة تعود إلى عملك نشيطًا بقلب منفتح وسلوك إيجابي. من المهم أن تبتعد خلال استراحتك عن الرد على هاتفك أو رسائلك أو استخدام أية أجهزة إلكترونية.
———————-
– معززات السعادة ..
ثمة دراسة حديثة تثبت أن الأشخاص المصابين بالتشاؤم والاكتئاب يستطيعون رفع حالتهم المعنوية باتباع سلوكيات إيجابية معينة.
وتبين القائمة التالية بعض هذه المعززات ..
1- قم بخمسة أعمال تطوعية كل أسبوع: يمكن أن تكون سعيدًا إذا مارست أنشطة تنم عن طبيعتك الخيرة وعطفك على من حولك وشغفك برسم الابتسامة على وجوه الآخرين.
2- احتفظ ب ”سجل العرفان بالجميل“: الامتنان أحد مقومات السعادة والاستقرار النفسي والبدني، فهو يجعلك تستعيد ذكريات الماضي الجميلة فلا تفكر في أية أمور سلبية حدثت لك. هذا السجل يمتن الروابط بينك وبين الآخرين ويعزز رضاك عن حاضرك.
3- أرسِل خطاب شكر لشخص ساعدك: بهذه الطريقة ستدرك قيمة الامتنان التي ستجعلك تشعر بالسعادة لأنك اعترفت بفضل صاحب الفضل.
4- سجل كل يوم أجمل ثلاثة أشياء استمتعت بها: لاحظ الأفعال والأحداث والأعمال الإيجابية التي ترفع من حالتك المعنوية ومنسوب السعادة لديك. لا تدع الأفكار السلبية تسيطر عليك، ووفر طاقتك للأمور الإيجابية.
5- تصدّق ببعض مالك: على الرغم من أن المال لا يشتري السعادة، إلا أن أوجه إنفاقه تحدِث فرقًا جوهريًا. أثبتت إحدى الدراسات أنه بغض النظر عن حجم الدخل، فإن الذين يتصدقون ببعض مالهم يشعرون بسعادة أكبر من الذين ينفقون أموالهم فقط على أنفسهم.
6- وطد علاقاتك الشخصية: يتمتع أسعد الأشخاص بعلاقات متينة مع أصدقائهم وأحبائهم. فالعلاقات الاجتماعية المتينة تعتبر سببًا في انخفاض معدلات التوتر والضغوط وإطالة عمر الإنسان، شريطة أن تكون هذه العلاقات مباشرة وليست علاقات افتراضية على شبكة الإنترنت.
7- غذي حياتك الروحية: ترتبط الحياة الروحية برحلة البحث عن الحكمة وتنمية الذات وإقامة روابط عميقة مع العالم والسعي لتحقيق أهداف سامية وعمل الصواب والعفو عند المقدرة وقبول الآخر والتسامح مع من يختلفون عنا ويختلفون معنا.
8- التسامح: قد تترك بعض التجارب الأليمة التي مررت بها ندوبًا في نفسك لا تستطيع أن تمحوها من ذاكرتك. وعلاج ذلك هو التسامح والنسيان وعدم الانتقام ممن أساء إليك.
فالرغبة في الانتقام تصبح طاقة سلبية لأنها تكبلك بذكرى الإساءة التي ارتُكِبت في حقك بدلاً من أن تحررك لتمضي قدمًا في حياتك وتكون سعيدًا في حاضرك ومستقبلك. التسامح يجعلك أقل غضبًا وأقل توترًا وأكثر تفاؤلاً، فتحظى بعلاقات إيجابية.
——————–
– ارسم حياتك كما تريدها ..
عندما ننطلق في طريقنا ونبدأ في رسم حياتنا، سيكون من الأفضل لنا أن نعي الدروس التي انتقلت إلينا ممن هم أكثر منا خبرة وحكمة، مثل: الحفاظ على التوازن العاطفي، وتقليل حجم الضغوط، والاستمتاع بكل يوم. يجب أن نتعامل مع كل يوم وكأنه لوحة بيضاء يمكننا أن نرسم فيها ما نريد وبالألوان التي نحب. فمن المؤسف أن نحمل فوق ظهورنا أحزان الأمس ونسمم بها آمال اليوم والغد، فهذا يخنق روح الابتكار ويكبلنا بأغلال الماضي. السعداء يؤمنون بأن كل يوم يمثل فرصة جديدة في حياتنا لمحو السلبي وترسيخ الإيجابي. على الرغم من أنك مسؤول كليًا عما سترسمه في لوحة حياتك
فهناك خمسة أسئلة قد تساعدك في تشكيل لوحة أفكارك ..
1- هل ما أفعله مهم .. ؟
2- هل أسعى وراء أحلامي وأقترب منها .. ؟
3- هل أقضي وقتًا كافيًا مع أحبائي .. ؟
4- هل أساعد الآخرين .. ؟
5- هل أشعر بالرضا عن حياتي بشكل عام .. ؟
لكل حياة بداية ونهاية، لكن الجمال هو نتاج الرحلة نفسها.
الأعمال الطيبة التي نتركها وراءنا هي التي تخلد اسمنا ووجودنا حتى بعد رحيلنا.
المهم هو الميراث الذي نتركه للأجيال اللاحقة.
اترك بصمتك الخاصة على عالمك.
اترك ما سيدل على أنك كنت موجودًا وكيف ساهمت في إسعاد الآخرين.
تذكر دائمًا أن السعادة رحلة طويلة، وليست محطة تصلها وتقف جامدًا فيها.