ضغوط الحياة لا تنتهي ، دائماً نحمل هموم الماضي ورهبة المستقبل فوق أكتافنا وهنا يقدم لنا الكاتب هدية تساعد على الاستمتاع بالحياة والتخلص من الضغوط هذه الهدية بمنتهى البساطة هي .. الحاضر بما أن الماضي ذهب ولن يعود، والمستقبل غيب فنحن لا نملك حقيقة سوي اللحظة الحاضرة إذا آمنا بهذا فسوف نركز في عملنا لأننا تخلصنا من الأمور المشتتة ، الماضي والمستقبل
المؤلف : سبنسر جونسون
تاريخ النشر : 1981
متوسط عدد صفحات الكتاب : 110 صفحة
– ملخص الكتاب ..
— بدأ جونسون كتابه بعامل تشويقي عن طريق عرض (بيل) في أن يقصّ قصة (الهدية) على (ليز) التي كانت تعاني من المشاكل والضغوطات بسبب زيادة المسؤوليات المتراكمة عليها مما جعلها لا تستمتع بعملها ولا بحياتها. فلقد مهّد (بيل) بطريقة مشوقة لطرح قصة (الهدية) مع التنويه إلى أن هذه القصة على الرغم من معناها العميق وتأثيرها الكبير في حياة العديد من الناس، إلا أنها قد لا تؤثر في البعض الآخر وقد لا يتمكنوا من الوصول إلى عمقها.
— أما لبّ الكتاب فيحمل القصة ذاتها والتي تدور أحداثها بين شخصيتين: الشاب والعجوز، اللذَين تمتد معرفتهما منذ زمن طويل،
— كان الشاب طفلاً حينما بدأ العجوز بالتلميح إلى (الهدية) الأكثر قيمة وفائدة على الإطلاق والتي ستجعله سعيداً طوال حياته، وبدأ بتشويق الطفل لمعرفة ماهيتها دون أن يخبره بها بل أصرّ بأن عليه معرفتها بنفسه.
— كبر الشاب وبدأت المشاكل وخيبات الأمل بالظهور في حياته، بدءاً من فشله في الحصول على الترقيات في عمله إلى انفصاله عن خطيبته.
— عاد إلي الشاب هاجس (الهدية) التي فكر بها لسنوات وكاد أن ينساها..
— وذات مرة وبينما كان يجلس مستغرقاً بالتفكير أمام مدفأة كبيرة مصنوعة من الأحجار الكبيرة والصغيرة المصفوفة بطريقة فنية ودقيقة، فكر بأن الشخص الذي بناها كان مركّزاً بشكل كبير في عمله هذا، فلم يسرح في شيء آخر من الماضي أو فيما سيفعله في الوقت اللاحق، وهذا بالتأكيد أشعره بالاستمتاع بما يفعل, ففكر أنه لا بد لهذا أن يكون له علاقة بالهدية، وعندما تأكد من صحة ذلك من صديقه العجوز أدرك بأن الهدية ليست الماضي وليست المستقبل، إنما هي اللحظة الحالية، إنها الحاضر. وأدرك أن وجوده في الحاضر يعني تركيزه على ما يحدث الآن ويعني تقديره للهبات التي يحصل عليها كل يوم، فكلما عاش في حاضره كان أكثر تركيزاً على كل ما يفعله.
ـــــــــــــــــــ
تقسم الهدية إلى ثلاثة عناصر يجب أخذها بالاعتبار، وصنّفها الكاتب في ثلاثة فصول
1- الوجود ..
بعدما عرف الشاب ماهية (الهدية) ظهرت لديه العديد من التساؤلات، فبدأ يسأل العجوز:
– الشاب: كيف يمكن أن يفيد الوجود في الحاضر في حال كان الموقف صعباً؟
– العجوز: حتى في أشد المواقف صعوبة وحرجاً، عندما تركز على ما هو صحيح في اللحظة الحالية فإن هذا يجعلك أكثر سعادة اليوم ويمنحك الطاقة الضرورية والثقة اللازمة للتعامل مع ما هو خطأ. فأغلب المواقف تتكون من خليط من الجيد والرديء، الصواب والخطأ، وهذا يتوقف على كيفية نظرك لها، فالوجود في الحاضر يعني التركيز على ما هو موجود الآن وتقدير ما هو صحيح الآن.
– الشاب: وماذا لو كان الحاضر مؤلماً مثل فقْد شخص عزيز؟
– العجوز: من المهم أن تعيش مواقف الألم لتتعلم منها بدلاً من أن تحاول إلهاء نفسك بشيء آخر، فالوجود في الحاضر يعني التخلص مما يشتّتك والانتباه لما هو مهم الآن، إنك تصنع حاضرك الخاص بما توليه انتباهك اليوم.
—–
2- التّعلم ..
– وبعدما طبق الشاب ما تعلّمه ورأى تقدماً ملحوظاً في حياته، ظهرت مشكلة جديدة حين كان يعمل في مشروع مع زميله الذي بذل مجهوداً ضئيلاً على عكسه، حيث فضّل هو تحمّل مسؤولية قدر كبير من المشروع مستمتعاً بذلك بدلاً من أن يطلب من زميله تحمل مسؤولية إضافية، مما أدى إلى فوات الموعد دون تسليم هذا المشروع. فذهب يقصّ على العجوز ما حصل معه معترفاً أنه يكره المواجهات وهذا كان أحد أسباب انفصاله عن خطيبته، كما اعترف بأنه بين الحين والآخر يفكر بالترقية التي لم ينلها ويصعب عليه نسيان هذا الأمر، فقال له العجوز:
– جميع الناس ترتكب الأخطاء، لكن الناجحين هم القادرون على أن يتعلموا من أخطائهم و يتجاوزوها و يواصلوا التقدم ولا يتحدثون عنها كثيراً، بينما العديد من الناس يتحاشون النظر إلى الماضي لأنهم لا يريدون أن ينزعجوا بسببه، ولذلك فإنهم يرتكبون نفس الأخطاء ويكون حاضرهم مثل ماضيهم. وعلى الرغم من أنه لا يجب أن تعيش في الماضي _لأن عليك التركيز على الحاضر_ إلا أنه من المهم أن تستخدم الماضي لتتعلم من أخطائك أو تعرف سبب النجاح _إن كنت قد حققت نجاحاً في الماضي_ وتبني عليه نجاحات أخرى.
– وقت التعلم هو أي وقت تحتاج فيه لأن تجعل الحاضر أفضل من الماضي، وحينما تشعر بالحزن أو تكون لديك أي مشاعر سلبية أخرى بشأن الماضي تعوق الحاضر يكون هذا هو الوقت الذي تحتاح فيه لأن تنظر للماضي وتتعلم منه. وكلما تعلمت أكثر من الماضي قلّت مرات الندم والأسف وزاد ما لديك من وقت تعيشه في الحاضر.
—–
3- الصّنع ..
– نال الشاب الترقية واستطاع أن يحسّن حياته ويستمتع بها بعد تعلّمه من أمر (الهدية)،
إلا أنه واجه عائقاً حيث أنه لم يكن قد نظّم برنامجاً يومياً لعمله، مما أدى بعد ذلك إلى انفلات زمام بعض المشروعات من بين يديه، فقص مشكلته على العجوز الذي ردّ عليه:
– على الرغم من أنه ليس حكمةً أن تستغرق في المستقبل لأن هذا يشعرك بالقلق والضياع لكن من المهم أن تحاول صنعه. وبالطبع لا أحد يستطيع أن يتحكم في المستقبل إلا أن ما نؤمن به ونفعله اليوم ، في الحاضر ، يصنع جزءاً مهماً مما يحدث غداً ، وصنع المستقبل يبدأ بأن تكون موجوداً في الحاضر وأن تقدّر ما هو إيجابي في اللحظة الراهنة وتعطي الحاضر حقّ قدره وتحترم ما لديك، وبعد ذلك تخيل كيف يمكن أن يبدو عليه المستقبل أفضل وبالتفصيل بحيث يبدو لك حقيقياً، ثم ضع خطة بمثابة البوصلة التي ستتيح لك أن ترى إلى أين تتجه وتساعدك على التركيز على ما أنت بحاجة إلى عمله في الحاضر لكي تحقق المستقبل الذي تنشده
وهذه العملية تقلل من الخوف والشك والقلق في الحاضر لأنك تعلم ما تفعله ولماذا تفعله، فالمستقبل أصبح أكثر وضوحاً بالنسبة لك.
– ثم يعيد الكاتب سرد النقاط الأساسية السابقة لتذكير القارئ بها بشكل سريع، وجعل وفاة العجوز وتفكير الشاب بكلامه مناسبةً لذلك، كما أراد أن يوصل فكرة الهدف الذي يربط الحاضر والماضي والمستقبل من خلال إدراك الشاب بأن العجوز كرّس حياته لهدف محدد هو مساعدة الآخرين في كيفية الاستمتاع بالحياة والنجاح بها عن طريق نشر قصة الهدية، فحينما يعيش الإنسان من أجل هدف نبيل ويستجيب لما هو مهم بشأن الحاضر والماضي والمستقبل يكون لكل شيء معنى عظيم، فالعمل والعيش بهدف ليس مشروعاً كبيراً أو خطة حياة وإنما هو أسلوب عملي للحياة اليومية